فصل: تفسير الآية رقم (97):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: محاسن التأويل



.تفسير الآية رقم (93):

القول في تأويل قوله تعالى: {اذْهَبُواْ بِقَمِيصِي هَذَا فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيراً وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ} [93].
{اذْهَبُواْ بِقَمِيصِي هَذَا فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيراً وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ} أراد يوسف تبشير أبيه بحياته، وإدخال السرور عليه بذلك، وتصديقه بإرسال حلة من حلله التي كان يستشعر بها أو يتدثر، ليكون في مقابلة القميص الأول، جالب الحزن، وغشاوة العين. والإلقاء على وجهه بمعنى المبالغة في تقريبه منه، لما ناله من ضعف بصره، فتتراجع إليه قوة بصره، بانتعاش قلبه، بشمه واطمئنانه على سلامته. وللمفرحات تأثير عظيم في صحة الجسم، وتقوية الأعضاء، وقد جوَّد الكلام في ذلك الحكيم داود الأنطاكي في تذكرته في مادة مفرح بما لا يستغنى عن مراجعته.
وفي الكنوز من كتب الطب: الفرح، إن كان بلطف، فإنه ينفع الجسم، ويبسط النفس، ويريح العقل، فتقوى الأعضاء وتنتعش. انتهى.
ثم رأيت الرازي عوَّل على نحو ما ذكرناه، وعبارته: قال المفسرون: لما عرفهم يوسف سألهم عن أبيه، فقالوا: ذهبت عيناه، فأعطاهم قميصه. قال المحققون: إنما عرف أن إلقاء القميص على وجهه يوجب قوة البصر بوحي من الله تعالى، ولولا الوحي، لما عرف ذلك؛ لأن العقل لا يدل عليه. ويمكن أن يقال: لعل يوسف عليه السلام علم أن أباه ما صار أعمى إلا أنه من كثرة البكاء، وضيق القلب، ضعف بصره، فإذا ألقي عليه قميصه، فلابد أن ينشرح صدره، وأن يحصل في قلبه الفرح الشديد، وذلك يقوي الروح، ويزيل الضعف عن القوى، فحينئذ يقوى بصره، ويزول عنه ذلك النقصان. فهذا القدر مما يمكن معرفته بالقلب. فإن القوانين الطبية تدل على صحة هذا المعنى. انتهى.
ولعل الرازي عنى بالمحققين الصوفية، أو من يقف على الظاهر وقوفاً بحتاً، ولا يخفى أن أسلوب التنزيل في كناياته ومجازاته أسلوب فريد، ينبغي التفطن له.
وقد جوز في قوله: {يَأْتِ بَصِيراً} أن يكون معناه: يصير بصيراً، أو يجيء إليَّ بصيراً، على حقيقة الإتيان فـ: {بصيراً} حال. قيل: ينصره قوله: {وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ} أي: بأبي وغيره، وفيه نظر؛ لأن اتحاد الفعلين هنا في المبنى لا يدل على اتحادهما في المعنى. ولا يقال: الأصل الحقيقة؛ لأن ذلك فيما يقتضيه السياق، ولا اقتضاء هنا. فالأول أرق وأبدع، لما فيه من التجانس.
روي أن يوسف عليه السلام، بعد أن دعا لهم بالمغفرة قال لهم: إن الله بعثني أمامكم لأحييكم، وقد مضت سنتا جوع في الأرض وبقي خمس سنين، ليس فيها حرث ولا حصاد. فأرسلني الله أمامكم ليجعل لكم بقية في الأرض، ويستبقيكم لنجاة عظيمة. وقد جعلني سبحانه أباً لفرعون، وسيداً لجميع أهله، ومتسلطاً على جميع أرض مصر، فبادروا وأشخصوا إلى أبي، وأخبروه بجميع مجدي بمصر، وما رأيتموه، وقولوا له: كذا قال ابنك يوسف: قد جعلني الله سيداً لجميع المصريين، فهلم إلي، فتقم في أرض جاسان، وتكون قريباً مني أنت وبنوك، وبنو بنيك، ومواشيك، وجميع ما هو لك، وأعولك، ها هنا، فقد بقي خمس سنين مجدبة، فأخشى أن يهلك الأهل والمال. وكان نما الخبر إلى بيت فرعون. وقيل: جاء إخوة يوسف، فسر بذلك فرعون وخاصته، وأمره أيضاً بأن يؤكد عليهم إتيانهم بأبيهم وأهلهم، ووعدهم خير أرض في مصر تكون لهم؛ لئلا يأسفوا على ما خلفوا. ثم زود يوسف إخوته أحسن زاد، وأعطاهم من الحلل والثياب والدراهم مقداراً وافراً، وبعث إلى أبيه بمثل ذلك، وأصحبهم عجلات لأطفالهم ونسائهم، وأوصاهم ألا يتخاصموا في الطريق- والله أعلم-.
وقوله تعالى:

.تفسير الآية رقم (94):

القول في تأويل قوله تعالى: {وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ قَالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلاَ أَن تُفَنِّدُونِ} [94].
{وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ} أي: خرجت من مصر. يقال: فصل القوم عن المكان وانفصلوا، بمعنى فارقوه: {قَالَ أَبُوهُمْ} أي: لحفدته ومن حوله من قومه، من عظم اشتياقه ليوسف، وانتظاره لروح الله: {إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلاَ أَن تُفَنِّدُونِ} الريح: الرائحة، توجد في النسيم. لأتنسم رائحته مقبلة إلي، كناية عن تحققه وجوده بما ألقى الله في روعه من حياته، وساق إليه من نسائم البشارة الغيبية بسلامته. وقد كان عظم رجاؤه بذلك من مولاه، ووثق بنيل مأموله ومبتغاه، ولذلك نهى بنيه عن الاستيئاس من روح الله. وإذا دنا أجل الضراء أخذت تهب نسائم الفرج حاملة عرف السراء، يدري ذلك كل من قوي إحساسه، وعظمت فطنته، واستنارت بصيرته، فيكاد أن يلمس في نهاية الشدة زهر الفرج، ولا يحنث إن آلى أنه يجد من نسيمه أزكى الفرج. عرف ذلك من عرف، فأحرى بمن نالوا من النبوة ذروة الشرف.
وإضافة الريح إلى الولد معروفة في كلامهم: وفي حديث عند الطبراني: «ريح الولد من ريح الجنة» وقال الشاعر:
يا حبذا ريح الولد** ريح الخزامى في البلد

وقوله: {لَوْلاَ أَن تُفَنِّدُونِ} بمعنى إلا أنكم تفندون. أو لولاه لصدقتموني. وفنده نسبه إلى الفند بفتحتين. وهو ضعف الرأي والعقل من الهرم وكبر السن.
قال في العناية: مأخوذ من الفند، وهو الحجر والصخرة، كأنه جعل حجراً لقلة فهمه، كما قال:
إذا أنت لم تعشق ولم تدر ما الهوى ** فكن حجراً من يابس الصخر جلمدا

ثم اتسع فيه فقيل: فنده، إذا ضعف رأيه، ولامه على ما فعله.
وقوله تعالى:

.تفسير الآية رقم (95):

القول في تأويل قوله تعالى: {قَالُواْ تَاللّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلاَلِكَ الْقَدِيمِ} [95].
{قَالُواْ} أي: حفدته ومن عنده: {تَاللّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلاَلِكَ الْقَدِيمِ} أي: لفي ذهابك عن الصواب المتقدم، في إفراطك في محبة يوسف، ولهجتك بذكره، ورجائك للقائه، وكان عندهم أنه مات أو تشتت، فاستحال الاجتماع به، وجعله فيه لتمكنه ودوامه عليه.

.تفسير الآية رقم (96):

القول في تأويل قوله تعالى: {فَلَمَّا أَن جَاء الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيراً قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} [96].
{فَلَمَّا أَن جَاء الْبَشِيرُ} أي: المخبر بما يسرّه من أمر يوسف: {أَلْقَاهُ عَلَى وَجْهِهِ} أي: طرح البشير القميص على وجه يعقوب، أو ألقاه يعقوب نفسه على وجهه: {فَارْتَدَّ بَصِيراً} أي: عاد بصيراً لما حدث فيه من السرور والانتعاش: {قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} أي: من حياة يوسف، وإنزال الفرج، وجوَّز كون: {إِنِّي أَعْلَمُ} كلاماً مبتدأ. والمقول: {لاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ} إن كان الخطاب لبنيه. أو: {إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ} إن كان لحفدته ومن عنده.

.تفسير الآية رقم (97):

القول في تأويل قوله تعالى: {قَالُواْ يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ} [97].
{قَالُواْ يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ} الضمير لبنيه. طلبوا أن يستغفر لهم لما فرط منهم، أو لحفدته ومن عنده لقولهم: {إِنَّكَ لَفِي ضَلاَلِكَ الْقَدِيمِ} والأول أقرب وأصوب.
ولما كان من حق المعترف بذنبه أن يُصفح عنه، ويسأل له المغفرة، وعدهم بذلك.

.تفسير الآية رقم (98):

القول في تأويل قوله تعالى: {قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّيَ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [98].
{قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّيَ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} أي: سوف أدعوه لكم، فإنه المتجاوز عن السيئات، الرحيم لمن تاب.
قال المهايمي: صرحوا بالذنوب دون الله؛ لمزيد اهتمامهم بها، وكأنهم غلب عليهم النظر إلى قهره. وصرح يعقوب بذكر الرب دون الذنوب، إذ لا مقدار لها بالنظر إلى رحمته التي ربى بها الكل. انتهى.
وهذا من دقائق لطائف التنزيل ومحاسنها فيه.
تنبيه:
قيل: في هذه الآيات دلالة على جواز التبشير ببشائر الدنيا واستحبابه، وجواز السرور بحصول النعم الحاصلة في الدنيا. وفيها دلالة على إرجاء الاستغفار والدعاء لوقت يرى أنه أحضر فيه قلباً من غيره أو أنه أفضل وأقرب للإجابة.
وقد روي أنه أخر الاستغفار إلى السحر. وتخصيص الأوقات الفاضلة بالاستغفار والدعاء معروف في السنة، ومنه شرع الاستغفار في السحر، وعقب الصلوات، وقضاء الحج. وكان الدعاء في السجود، وعند الأذان، وبينه وبين الإقامة، والإفطار من الصيام أقرب للإجابة مما عداه.

.تفسير الآية رقم (99):

القول في تأويل قوله تعالى: {فَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُواْ مِصْرَ إِن شَاء اللّهُ آمِنِينَ} [99].
{فَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ} إشارة إلى ورود يعقوب وآله على يوسف. وذلك أنهم تخلوا عن آخرهم، وترحلوا من بلاد كنعان، وأركبوا أطفالهم ونساءهم على العجل التي بعث بها فرعون، وصحبوا ماشيتهم وسرحهم، وهبطوا أرض مصر- وروي أنهم كانوا سبعين نفساً- وتقدمهم يهوذا إلى يوسف ليدله على أرض جاسان فينزلونها. ثم خرج يوسف في مركبته، فتلقى أباه في جاسان ولما ظهر له ألقى بنفسه على عنقه وبكى طويلاً. والمراد بدخولهم على يوسف وصولهم لملتقاه خارج البلد، وبإيواء أبويه ضمهما إليه، واعتناقهما واصطحابه لهما في مركبه. قالوا: عنى بأبويه والده وخالته؛ لأن أمه راحيل توفيت وهي نفساء بأخيه بنيامين، وتنزيل الخالة منزلة الأم؛ لكونها مثلها في زوجة الأب، وقيامها مقامها وتوقيرها، كتنزيل العم منزلة الأب في قوله: {وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاق} [البقرة: من الآية 133].
{وَقَالَ ادْخُلُواْ مِصْرَ إِن شَاء اللّهُ آمِنِينَ} أي: من القحط وأصناف المكاره.

.تفسير الآية رقم (100):

القول في تأويل قوله تعالى: {وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّواْ لَهُ سُجَّداً وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقّاً وَقَدْ أَحْسَنَ بَي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُم مِّنَ الْبَدْوِ مِن بَعْدِ أَن نَّزغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ} [100].
{وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ} أي: أجلسهما معه على سرير ملكه تكريماً لهما: {وَخَرُّواْ لَهُ سُجَّداً} أي: سجد له أبوه وإخوته الباقون، وكانوا أحد عشر، تحية وتكرمة له. وكان السجود عندهم للكبير يجري مجرى التحية عندنا.
{وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا} أي: السجود: {تَأْوِيلُ} أي: تعبير: {رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ} أي: التي رأيتها أيام الصبا، وهي سجود أحد عشر كوكباً والشمس والقمر: {قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقّاً} أي: صدقاً مطابقاً للواقع في الحسّ: {وَقَدْ أَحْسَنَ بَي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ} أي: نجاني من العبودية، وجعل الملك مطيعاً لي مفوضاَ إليَّ خزائن الأرض. وفي الاقتصار على التحدث بالخروج من السجن على جلالة ملكه، وفخامة شأنه من التواضع، وتذكر ما سلف من الضراء، استدامة للشكر، ما فيه من أدب النفس الباهر. وفيه إشارة إلى النعمة في الانطلاق من الحبس؛ لأنه كما قال عبد الملك بن العزيز، لما كان في حبس الرشيد:
ومحلة شمل المكاره أهلها ** وتقلدوا مشنوءة الأسماء

دار يُهاب بها اللئام وتُتقى ** وتقل فيها هيبة الكرماء

ويقول علج ما أراد ولا ترى** حراً يقول برقة وحياء

ويرق عن مس الملاحة وجهه ** فيصونه بالصمت والإغضاء

وقال شاعر من المسجونين:
خرجنا من الدنيا ونحن من أهلها ** فلسنا من الأحياء فيها ولا الموتى

إذا جاءنا السجان يوماً لحاجة ** عجبنا وقلنا جاء هذا من الدنيا

ويؤثر عن يوسف عليه السلام أنه كتب على باب السجن: هذه منازل البلاء، وتجربة الأصدقاء، وشماتة الأعداء، وقبور الأحياء.
هذا وقد حاول كثير من الأدباء مدح السجن بسحر بيانهم، فقال علي بن الجهم:
قالوا حبست فقلت ليس بضائري** حبسي وأي مهند لا يغمد؟

أو ما رأيت الليث يألف غابه ** كبراً وأوباش السباع تردد

والبدر يدركه المحاق فتنجلي ** أيامه وكأنه متجدد

ولكل حال معقب ولربما ** أجلى لك المكروه عما تحمد

والسجن ما لم تغشه لدنيئة** شنعاء نعم المنزل المتورد

بيت يجدد للكريم كرامة ** فيزار فيه ولا يزور ويحفد

وأحسن ما قيل في تسلية المسجونين قول البحتري:
أما في رسول الله يوسف أسوة ** لمثلك محبوساً على الجور والإفك

أقام جميل الصبر في السجن برهة ** فآل به الصبر الجميل إلى الملك

نقله الثعالبي في اللطائف واليواقيت.
{وَجَاء بِكُم مِّنَ الْبَدْوِ} أي: البادية، وقد كانوا أصحاب مواش: {مِن بَعْدِ أَن نَّزغَ} أي: أفسد: {الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي} أي: بالحسد. وأسنده إلى الشيطان، لأنه بوسوسته وإلقائه. وفيه تفادٍ عن تثريبهم أيضاً. وإنما ذكره لأن النعمة بعد البلاء أحسن موقعاً.
{إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَاءُ} أي: لطيف التدبير له، والرفق به {إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ} بوجوه المصالح: {الْحَكِيمُ} في أفعاله وأقضيته.